" الحب هو سر أي زواج ناجح" قبل أن نختلف أو نتفق مع تلك المقولة، دعونا
نتساءل أولًا ماذا عن الزواج قبل الحب؟ فالزواج عن حب لم يظهر إلا قبل
مئتي عام تقريباً، بينما يعد الزواج أو ارتباط الرجل بالمرأة في علاقة
أبدية هو أحد الأنظمة الموضوعة منذ بداية الخلق، إلا أن أول عقد زواج"
الحب هو سر أي زواج ناجح" قبل أن نختلف أو نتفق مع تلك المقولة، دعونا
نتساءل أولًا ماذا عن الزواج قبل الحب؟ فالزواج عن حب لم يظهر إلا قبل
مئتي عام تقريباً، بينما يعد الزواج أو ارتباط الرجل بالمرأة في علاقة
أبدية هو أحد الأنظمة الموضوعة منذ بداية الخلق، إلا أن أول عقد زواج
رسمي وفقًا لما أكدته مختلف المصادر التاريخية صدر في بلاد ما بين
النهرين عام 2350 قبل الميلاد.
لذا فالسؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا هو كيف بدأ الزواج؟ أو ما هي
الدوافع الأخرى بخلاف العاطفة التي تدفع الرجل والمرأة إلى الزواج؟
لنفهم تلك الدوافع التي تزج بنا في في علاقات لن تنتهي مدى الحياة، علينا
أن نتعرّف في البداية على أشكال الزواج وكيفية تطوره منذ الإنسان البدائي
وحتى الآن.
تطور اشكال الزواج لدى الإنسان البدائي
لم يعتمد الإنسان البدائي على شكل واحد للزواج بل عرف للزواج أكثر من
شكل، ولكل شكل معاييره ودوافعه التي سنتعرّف عليها بالتفصيل فيما يلي:
الزواج بغرض الحاجة، أو ما يعرف بإسم زواج تبادل المنفعة
أقدم أشكال الزواج على الإطلاق اخترعه الإنسان البدائي لسد احتياجاته،
حين كان وحيداً تماماً دون قبيلة أو مجموعة ينتمي لها، فالمرأة هنا لم
تكن تحتاج إلا للحماية بينما الرجل كان يحتاج لمن يقوم بالطهي بدلاً منه،
لذا ارتبط الاثنان في علاقة زواج لتبادل المنفعة.
إلا أن الأمر لم يكن هينًا وبسيطًا طوال الوقت، فهناك وقت مر على الإنسان
البدائي كان فيه عدد الرجال يفوق عدد النساء بفارق كبير، لذا انتشر ما
يعرف بزواج الخطف حيث أصبح خطف المرأة هو الوسيلة الأكثر انتشارًا للزواج
في ذلك الحين.
أشكال الزواج في المجتمعات البدائية بعد ظهور القبائل
كان لظهور القبائل المختلفة تأثير كبير على نظام الزواج الذي تعددت
أشكاله وتنوعت، نذكر لكم منها:
زواج السبي:
مع كثرة الحروب بين القبائل المختلفة أصبح لرجال القبيلة المنتصرة حق
سبي نساء القبيلة المهزومة والزواج بهن أو اعتبارهن إماء للمتعة والخدمة.
زواج البدل:
كما انتشر أيضًا نظام البدل كأحد طرق الزواج المعروفة بين القبائل، حيث
يتم هنا مبادلة النساء بين القبائل المختلفة بغرض الزواج.
والآن بعد أن تعرّفنا على أشكال الزواج في المجتمعات البدائية، دعنا
نتعرّف سريعًا على أشكال الزواج في الحضارات القديمة المختلفة؟
الزواج في الحضارة المصرية القديمة
اهتمت الحضارة المصرية القديمة بالزواج اهتمامًا كبيرًا، وأعطت اعتبارًا
كبيرًا للعاطفة كأحد أهم دوافع الزواج، كما كان يقوم الزواج في الحضارة
المصرية القديمة على الاحترام والمساواة للدرجة التي كان يتم معها نقش
صورة الزوجة على قبر زوجها كدليل واضح على دورها الكبير في حياته ورغبتها
في مشاركته في الحياة الأخرى أيضًا.
في الحضارة المصرية القديمة كان الزواج من زوجة واحدة فقط هو السائد،
الأمر الذي يمكننا اعتباره دليلًا واضحًا لما سبق وأشرنا له في البداية
عن الدور الذي لعبته العاطفة في اختيار شريك الحياة، وأيضًا مدى احترام
الزوج للزوجة واعتبارها شريكًا لا يقل في القدر أو الأهمية.
أما عن اتفاقات الزواج فلم تختلف كثيرًا عن ما يحدث الآن حيث لابد من
وجود شهود على الزواج، كما يقوم الزوج بتقديم مهر مناسب للزوجة، وينص
الاتفاق على ضم الأطفال للزوجة في حال وقع الطلاق لأي سبب من الأسباب.
الزواج في حضارة وادي الرافدين
في بلاد الرافدين كان للزواج قدسيته واحترامه، حيث كان الموت هو العقاب
الفعّال لجرائم الخيانة الزوجية ، ويمكننا أن نقول هنا أن الهدف الأول
للزواج في حضارة وادي الرافدين هو النسل والاستمرارية، مما جعل عقوبة
الإجهاض أو أي فعل مقصود كان أو غير مقصود تسبب في الإجهاض هو 50 جلدة
والعمل في السخرة وأحيانًا الإعدام، تترواح درجات العقوبة هنا وفقاً
لملابسات وأسباب الإجهاض.
وحيث أن العاطفة لم تلعب هنا دورًا يماثل الأهمية التي يحتلها التناسل
هنا، فقد كان من المسموح للزوج الزواج أكثر من مرة بعد رضا الزوجة الأولى
التي عادةً ما تكون عاجزة عن الإنجاب أو مريضة.
أما الزوجة التي لا ترغب في استمرار الحياة كان لابد لها وأن تأتي بما
يثبت عدم احترام زوجها لحياتهما الزوجية والشروط المنصوص عليها في
اتفاقية الزواج.
الزواج في الحضارة الأوربية القديمة
اهتمت الحضارة الأوربية القديمة بالزواج اهتمامًا كبيرًا جدًا، حيث
اعتبرت العزوبة التي لا مبرر لها جريمة يعاقب عليها العازب بالحرمان من
حقه في الانتخاب أو مشاهدة المواكب العامة، بل وصل الأمر في روما قديمًا
إلى جلد العازب وزيادة الضرائب المفروضة عليه وحرمانه من الميراث طالما
لم يتزوج في خلال 100 يوم من وفاة الموروث.
هنا أيضًا كان الهدف الأول للزواج هو زيادة النسل، لذا كان يتم تخفيض
الضرائب مع زيادة عدد الأطفال، الأمر الذي وصل إلى الإعفاء التام من
الضرائب عند إنجاب ثلاثة أطفال أو أكثر.
والآن بعد تعرّفنا على تطوّر الزواج ودوافعه لدى الإنسان البدائي وفي
مختلف الحضارات القديمة دعونا نتناول سريعًا أهم وأكثر رموز وتقاليد
الزواج انتشارًا منذ القدم وحتى الآن.
أكثر رموز الزواج شيوعًا
خاتم الزفاف
أقدم تقاليد الزواج المستمرة التي لازالت باقية حتى الآن، هو تقديم خاتم
للعروس، بدأ الأمر في روما قديمًا وفقًا للاعتقاد السائد أن وريد الإصبع
الثاني (البنصر) يتصل بالقلب فهو يضمن بذلك استمرار المحبة بين الزوجين
طالما كانت الزوجة ترتدي خاتم الزفاف.
كعكة الزفاف تتحول إلى باقة من الزهور
يمكننا هنا الدمج ما بين الكعكة المعدة للاحتفال بالزفاف وباقة الزهور
التي تلقيها على العروس في نهاية الاحتفال، ففي القرن الثامن عشر في
أوروبا كان يتم إلقاء فتات الخبز المحلى فوق رأس العروس، بينما يتسابق
الحضور للحصول على ذلك الفتات كإشارة وبشرى باقتراب زواجهم أو زواج
أبنائهم.
سنجد هنا أنه نفس الأمر تقريبًا لا يزال يتم إلى الآن كأحد رموز وتقاليد
الزواج في العصر الحديث، ولكن بدلًا من الخبز المحلى يتم استخدام الزهور
التي تلقيها كل عروس لصديقاتها غير المتزوجات في نهاية حفل الزفاف.
شهر العسل
الجميع يعرف شهر العسل على أنه الإجازة الملحقة بحفل الزفاف، تلك الأيام
الجميلة التي تبقى ذكراها لنهاية العمر، إلا أن ما لا نعرفه عن أصل شهر
العسل وسببه هو ما كان يتم قديمًا، حيث كان يقوم كلًا من العريس والعروس
بالإكثار من تناول العسل وذلك للعمل على زيادة معدلات الخصوبة.
وصلنا الآن للنهاية نرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا بالتعرّف على أشكال
الزواج وطقوسه المختلفة، أطيب تمنياتنا لكم بالزواج السعيد.
نتساءل أولًا ماذا عن الزواج قبل الحب؟ فالزواج عن حب لم يظهر إلا قبل
مئتي عام تقريباً، بينما يعد الزواج أو ارتباط الرجل بالمرأة في علاقة
أبدية هو أحد الأنظمة الموضوعة منذ بداية الخلق، إلا أن أول عقد زواج"
الحب هو سر أي زواج ناجح" قبل أن نختلف أو نتفق مع تلك المقولة، دعونا
نتساءل أولًا ماذا عن الزواج قبل الحب؟ فالزواج عن حب لم يظهر إلا قبل
مئتي عام تقريباً، بينما يعد الزواج أو ارتباط الرجل بالمرأة في علاقة
أبدية هو أحد الأنظمة الموضوعة منذ بداية الخلق، إلا أن أول عقد زواج
رسمي وفقًا لما أكدته مختلف المصادر التاريخية صدر في بلاد ما بين
النهرين عام 2350 قبل الميلاد.
لذا فالسؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا هو كيف بدأ الزواج؟ أو ما هي
الدوافع الأخرى بخلاف العاطفة التي تدفع الرجل والمرأة إلى الزواج؟
لنفهم تلك الدوافع التي تزج بنا في في علاقات لن تنتهي مدى الحياة، علينا
أن نتعرّف في البداية على أشكال الزواج وكيفية تطوره منذ الإنسان البدائي
وحتى الآن.
تطور اشكال الزواج لدى الإنسان البدائي
لم يعتمد الإنسان البدائي على شكل واحد للزواج بل عرف للزواج أكثر من
شكل، ولكل شكل معاييره ودوافعه التي سنتعرّف عليها بالتفصيل فيما يلي:
الزواج بغرض الحاجة، أو ما يعرف بإسم زواج تبادل المنفعة
أقدم أشكال الزواج على الإطلاق اخترعه الإنسان البدائي لسد احتياجاته،
حين كان وحيداً تماماً دون قبيلة أو مجموعة ينتمي لها، فالمرأة هنا لم
تكن تحتاج إلا للحماية بينما الرجل كان يحتاج لمن يقوم بالطهي بدلاً منه،
لذا ارتبط الاثنان في علاقة زواج لتبادل المنفعة.
إلا أن الأمر لم يكن هينًا وبسيطًا طوال الوقت، فهناك وقت مر على الإنسان
البدائي كان فيه عدد الرجال يفوق عدد النساء بفارق كبير، لذا انتشر ما
يعرف بزواج الخطف حيث أصبح خطف المرأة هو الوسيلة الأكثر انتشارًا للزواج
في ذلك الحين.
أشكال الزواج في المجتمعات البدائية بعد ظهور القبائل
كان لظهور القبائل المختلفة تأثير كبير على نظام الزواج الذي تعددت
أشكاله وتنوعت، نذكر لكم منها:
زواج السبي:
مع كثرة الحروب بين القبائل المختلفة أصبح لرجال القبيلة المنتصرة حق
سبي نساء القبيلة المهزومة والزواج بهن أو اعتبارهن إماء للمتعة والخدمة.
زواج البدل:
كما انتشر أيضًا نظام البدل كأحد طرق الزواج المعروفة بين القبائل، حيث
يتم هنا مبادلة النساء بين القبائل المختلفة بغرض الزواج.
والآن بعد أن تعرّفنا على أشكال الزواج في المجتمعات البدائية، دعنا
نتعرّف سريعًا على أشكال الزواج في الحضارات القديمة المختلفة؟
الزواج في الحضارة المصرية القديمة
اهتمت الحضارة المصرية القديمة بالزواج اهتمامًا كبيرًا، وأعطت اعتبارًا
كبيرًا للعاطفة كأحد أهم دوافع الزواج، كما كان يقوم الزواج في الحضارة
المصرية القديمة على الاحترام والمساواة للدرجة التي كان يتم معها نقش
صورة الزوجة على قبر زوجها كدليل واضح على دورها الكبير في حياته ورغبتها
في مشاركته في الحياة الأخرى أيضًا.
في الحضارة المصرية القديمة كان الزواج من زوجة واحدة فقط هو السائد،
الأمر الذي يمكننا اعتباره دليلًا واضحًا لما سبق وأشرنا له في البداية
عن الدور الذي لعبته العاطفة في اختيار شريك الحياة، وأيضًا مدى احترام
الزوج للزوجة واعتبارها شريكًا لا يقل في القدر أو الأهمية.
أما عن اتفاقات الزواج فلم تختلف كثيرًا عن ما يحدث الآن حيث لابد من
وجود شهود على الزواج، كما يقوم الزوج بتقديم مهر مناسب للزوجة، وينص
الاتفاق على ضم الأطفال للزوجة في حال وقع الطلاق لأي سبب من الأسباب.
الزواج في حضارة وادي الرافدين
في بلاد الرافدين كان للزواج قدسيته واحترامه، حيث كان الموت هو العقاب
الفعّال لجرائم الخيانة الزوجية ، ويمكننا أن نقول هنا أن الهدف الأول
للزواج في حضارة وادي الرافدين هو النسل والاستمرارية، مما جعل عقوبة
الإجهاض أو أي فعل مقصود كان أو غير مقصود تسبب في الإجهاض هو 50 جلدة
والعمل في السخرة وأحيانًا الإعدام، تترواح درجات العقوبة هنا وفقاً
لملابسات وأسباب الإجهاض.
وحيث أن العاطفة لم تلعب هنا دورًا يماثل الأهمية التي يحتلها التناسل
هنا، فقد كان من المسموح للزوج الزواج أكثر من مرة بعد رضا الزوجة الأولى
التي عادةً ما تكون عاجزة عن الإنجاب أو مريضة.
أما الزوجة التي لا ترغب في استمرار الحياة كان لابد لها وأن تأتي بما
يثبت عدم احترام زوجها لحياتهما الزوجية والشروط المنصوص عليها في
اتفاقية الزواج.
الزواج في الحضارة الأوربية القديمة
اهتمت الحضارة الأوربية القديمة بالزواج اهتمامًا كبيرًا جدًا، حيث
اعتبرت العزوبة التي لا مبرر لها جريمة يعاقب عليها العازب بالحرمان من
حقه في الانتخاب أو مشاهدة المواكب العامة، بل وصل الأمر في روما قديمًا
إلى جلد العازب وزيادة الضرائب المفروضة عليه وحرمانه من الميراث طالما
لم يتزوج في خلال 100 يوم من وفاة الموروث.
هنا أيضًا كان الهدف الأول للزواج هو زيادة النسل، لذا كان يتم تخفيض
الضرائب مع زيادة عدد الأطفال، الأمر الذي وصل إلى الإعفاء التام من
الضرائب عند إنجاب ثلاثة أطفال أو أكثر.
والآن بعد تعرّفنا على تطوّر الزواج ودوافعه لدى الإنسان البدائي وفي
مختلف الحضارات القديمة دعونا نتناول سريعًا أهم وأكثر رموز وتقاليد
الزواج انتشارًا منذ القدم وحتى الآن.
أكثر رموز الزواج شيوعًا
خاتم الزفاف
أقدم تقاليد الزواج المستمرة التي لازالت باقية حتى الآن، هو تقديم خاتم
للعروس، بدأ الأمر في روما قديمًا وفقًا للاعتقاد السائد أن وريد الإصبع
الثاني (البنصر) يتصل بالقلب فهو يضمن بذلك استمرار المحبة بين الزوجين
طالما كانت الزوجة ترتدي خاتم الزفاف.
كعكة الزفاف تتحول إلى باقة من الزهور
يمكننا هنا الدمج ما بين الكعكة المعدة للاحتفال بالزفاف وباقة الزهور
التي تلقيها على العروس في نهاية الاحتفال، ففي القرن الثامن عشر في
أوروبا كان يتم إلقاء فتات الخبز المحلى فوق رأس العروس، بينما يتسابق
الحضور للحصول على ذلك الفتات كإشارة وبشرى باقتراب زواجهم أو زواج
أبنائهم.
سنجد هنا أنه نفس الأمر تقريبًا لا يزال يتم إلى الآن كأحد رموز وتقاليد
الزواج في العصر الحديث، ولكن بدلًا من الخبز المحلى يتم استخدام الزهور
التي تلقيها كل عروس لصديقاتها غير المتزوجات في نهاية حفل الزفاف.
شهر العسل
الجميع يعرف شهر العسل على أنه الإجازة الملحقة بحفل الزفاف، تلك الأيام
الجميلة التي تبقى ذكراها لنهاية العمر، إلا أن ما لا نعرفه عن أصل شهر
العسل وسببه هو ما كان يتم قديمًا، حيث كان يقوم كلًا من العريس والعروس
بالإكثار من تناول العسل وذلك للعمل على زيادة معدلات الخصوبة.
وصلنا الآن للنهاية نرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا بالتعرّف على أشكال
الزواج وطقوسه المختلفة، أطيب تمنياتنا لكم بالزواج السعيد.
تعليقات
إرسال تعليق